دلتا … مأساةٌ جديدة تضاف لرصيد السوريين

على مدار عشر سنوات من امتداد الثورة في سوريا، عانى الشعب السوري من مآسٍ عديدة وأزمات متراكمة، أولها القصف العنيف والعمليات العسكرية التي هجّرت ملايين السوريين، وقد اعتاد السوريون على مواجهة تلك الكوارث والأزمات باختلاف أشكالها وتأثيراتها على حياتهم اليومية.
لكن أزمةً جديدة بدأت تطفو على الساحة السورية، بعد بدء مرحلة انتشارٍ جديدة لفايروس كورونا في الشمال السوري، وسط انعدامٍ شبه كامل للخدمات الصحية وتدميرٍ ممنهج للقطاع الطبي.
يستقبل شمال سوريا موجةً جديدة لفايروس كورونا والمتحور الجديد “دلتا” بإمكانياتٍ بسيطة على المستوى الطبي، وانعدام التوعية والوقاية على المستوى المجتمعي.

تحذيراتٌ طبية من كارثة متوقّعة !
منتصف أغسطس 2021 شهدت مناطق الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً ذو مؤشراتٍ خطيرة بحسب شهادات الكوادر الطبية المسؤولة عن الملف الطبي، حيث تجاوزت الإصابات المسجلة بفايروس كورونا ضعف العدد الموثّق سابقاً، ليوثّق مركز الترصد الوبائي أكثر من 61 ألف إصابة فقط ممن أقدموا على إجراء اختبار كورونا.
بينما بقي المجتمع المحلي يقابل الأزمة والانتشار بمزيد من الاستهتار، صرّحت نقابة أطباء ادلب “بأنّ ما يحدث هو كارثة طبية حقيقية” مع الوصول للطاقة الاستيعابية القصوى لعموم المستشفيات المخصصة للتعامل مع الفايروس والتي تحوي قرابة 130 سرير عناية مركزة فقط !
تطورت ذروة انتشار الفايروس لتصل لأكثر من ألفي إصابة يومية وتسجيل حالات الوفاة اليومية، وسط نقصٍ حادّ في الأكسجين والمستلزمات الطبية اللازمة للوقاية.

أزمةٌ متفاقمة .. وسط استهتارٍ مجتمعي
وثّقت مديرية صحة ادلب أنّ عدد الذي تلقوا جرعات اللقاح المضاد لفايروس كورونا لم تتجاوز الـ 40 ألف شخص، من عموم سكان المنطقة الذين يبلغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة، وهذا العدد الضئيل لن يصنع فارقاً في تخفيف مناعة سكان المنطقة.
وسط بطءٍ شديد وعدم تجاوب من المجتمع مع مراكز اللقاح وفرقه المنتشرة في عموم مناطق الشمال السوري.

امتدت الأزمة لتشمل المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية العاملة في المنطقة، مع نقص الموارد اللوجستية وحدّة منحى التمويل الدولي الذي أثّر على استجابة المنظمات والمؤسسات الإنسانية، وسط الانهيار الاقتصادي والتهديدات الدولية بإغلاق معبر باب الهوى “المنفذ الإنساني الوحيد للمساعدات الدولية إلى الشمال السوري”.
عملت المؤسسات الإنسانية على إطلاق حملات التوعية المستمرة الموجّهة للمجتمع، لضرورة أخذ الإجراءات الوقائية وتنفيذ التباعد الاجتماعي أملاً في التخفيف من حدة انتشار الذروة الجديدة المتوقعة للفايروس، مع مطالباتٍ دولية بضرورة زيادة التمويل المخصّص لملف سوريا الإنساني وكذلك التمويلات المتعلقة بالاستجابة لفايروس كورونا.
بينما يستمر الجهد المبذول من تلك المؤسسات للتخفيف من آثار أزمة كورونا على المنطقة، لا يزال مركز الترصد الوبائي يسجّل ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد الإصابات والوفيات، حيث وثّق حتى تاريخ نشر التقرير أكثر من 88.960 حالة إصابة مسجّلة – 1855 وفاة .

بينما دعى معاون صحة ادلب ” د. رفعت فرحات” سكان ادلب وحلب للإسراع لتلقي جرعات اللقاح والالتزام الصارم بإجراءات التباعد والوقاية الشخصية، بينما أكّد أن غالبية الإصابات الموثّقة حالياً هي من المتحور دلتا شديد الخطورة سريع الانتشار.

 

حقيبة تحمل بهجةً ومستقبل..

  لا تخفى الصعوبات المعيشية التي يعاني منها النازحون واللاجئون السوريون حول العالم، من مشاكل تأمين المأوى والغذاء والتي تعتبر همّاً كبيراً يستحوذ على تفكير

قراءة »

X

تسجيل الدخول

تسجيل الدخول عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك

X

إنشاء حساب جديد

إنشاء حساب عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك