التعليم في مناطق الصراع: ازرع زهور الأمل في صخور اليأس القاسية

التعليم في مناطق الصراع: ازرع زهور الأمل في صخور اليأس القاسية

مقدمة:
غالباً ما يتم تجاهل حق التعليم أثناء الحروب والصراعات، وقد لا يشكل هذا الحق مصدر قلق فوري مثل غيره من الحقوق الإنسانية، إلا أنه مهم جداً خلال حدوث الأزمات والكوارث الإنسانية وبعد زوالها، حيث يؤثر تعطيل التعليم على إمكانية توفير الاستقرار والسلام الداخلي للأطفال والكبار وعودتهم إلى الحالة الطبيعية، وحرمانهم من التعليم يجعلهم غير مستعدين للمساهمة في التعافي الاجتماعي والاقتصادي لبلادهم، ويضر ذلك بالقدرة على بناء مجتمع قوي ومستقر، يتجاوز آثار الحرب و ينطلق لبناء مجتمعٍ متماسكٍ وبلاد متعافية شيئاً فشيئاً.

 

 

التعليم يحمي الأجيال:
يزود التعليم الأطفال في حالات الطوارئ بالمعلومات المنقذة للحياة، ويعمل على زيادة وعيهم بحقوقهم ومسؤولياتهم، وينمي قدراتهم ويطور مهاراتهم ويجعلهم أكثر تأهباً وجاهزية أثناء حدوث أي حوادث قد تسبب خطراً على حياتهم. ويمثل فقدانهم لحق التعليم وسيلة وهدفاً سهلاً لاستغلالهم في مهن شاقة وخطرة أو تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة. فمن غير الممكن ضمان حق التعليم لكل طفل في مناطق الصراعات والنزاعات دون حماية التعليم نفسه. وتشمل عملية حماية التعليم عدداً من الأهداف التي يجب توفرها، كتعزيز التنمية الاجتماعية والعاطفية للطلاب لخلق بيئة تعليمية مناسبة وبناءة وآمنة تراعي الظروف التي تعرضوا لها في ظل واقع وظروف الحرب القاسية، وكذلك السعي الدؤوب لفهم الحالة النفسية التي يمر بها كل طفل وتقليل آثار حوادث العنف عليه.

تفاقم أزمة الأطفال المنقطعين عن الدراسة في سوريا: 
أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في شهر آذار من عام 2022، إلى أن ما يقرب من خمسة ملايين طفل/ة ولدوا في سوريا، منذ بداية الصراع في شهر آذار/ مارس ،2011 لم يعرفوا شيئاً سوى الحرب. وبعد 11 عاماً، لا تزال الأزمة تجعلهم يعانون من آثار جسدية ونفسية، وما زالوا يعيشون في خوف من العنف والألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في أجزاء كثيرة من سوريا.

غياب التعليم وعمالة الأطفال:
تنتشر ظاهرة عمالة الأطفال في أكثر من 75٪ من العائلات السورية، ويوفر ما يقرب من نصف هؤلاء الأطفال مصدر دخل مشترك أو وحيدٍ للأسرة، وفقاً لدراسة أجراها “مشروع بورجن”. وجعل انتشار هذه الظاهرة الأطفال أكثر عرضةً للاستغلال والمضايقات كعمالة رخيصة أو غير مدفوعة الأجر، حيث وثق تقرير الأمم المتحدة الصادر في عام 2021، أكثر من 4700 حادثة شملت التحرش الجسدي بالأطفال في سوريا في الفترة ما بين يوليو / تموز 2018 ويونيو / حزيران 2020. كما تضاعفت نسبة عمالة الأطفال السوريين، حيث ارتفع عدد الأطفال السوريين اللاجئين الذين يعملون لأكثر من الضعف بين عامي 2019 و2021، ووصل إلى 27825 طفلاً، غالبيتهم من الذكور.

 

 

توفير فرص للعودة إلى الدراسة وإعادة الأمل من جديد:
بعد دراسة شاملة لأوضاع النازحين السوريين، ركزت مجموعة هذه حياتي التطوعية من خلال التخطيطات التي قامت بها أثناء تنفيذ مشروع قرية الحياة 1 والبدء بتنفيذ القرية الثانية ، على توفير فرص العودة إلى الدراسة أمام الأطفال السوريين لتخفيف أعداد الطلاب المنقطعين عن التعليم، حيث قدمت التعليم المدرسي الرسمي لأكثر من 1500 طالب/ة تتراوح أعمارهم من 6-15 عام من المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة قرية الحياة المكونة من ثلاثة طوابق، كما تضمنت المدرسة مرافق خاصة مثل غرفتين للمخابر وغرفة أنشطة وغرف إدارية، والتي تقدم خدماتها التعليمية لسكان القرية والمحيط من المخيمات المجاورة.

وبالنسبة إلى المرحلة الثانوية، فقد عملت مجموعة هذه حياتي على إطلاق مركز الحياة التعليمي في محافظة إدلب، لدعم وتأهيل الطلاب المنقطعين عن الدراسة، وإعادتهم للمنظومة التعليمية وتهيئتهم أكاديمياً لتقديم امتحان الثانوية العامة (البكالوريا). ويضم المركز أكثر من 200 طالب/ة، ممن أجبرتهم ظروف الحرب المستمرة في سوريا على الانقطاع عن الدراسة سواء بسبب النزوح أو العمل أو فقد معيل الأسرة أو عدم توفر التكلفة المادية لمتابعة الدراسة. ويقدم المركز دورات مجانية بشكل كامل ومكثفة للمواد الأساسية لكلا الفرعين الأدبي والعلمي وتتضمن الدورات: (اللغة العربية – اللغة الإنجليزية – الرياضيات – فيزياء – كيمياء – الفلسفة – الجغرافيا والتاريخ)، وقد حقق طلاب المعهد نجاحاتٍ متميزة وتفوق على مستوى المنطقة.

ولمساعدة الأطفال على استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم وتعويضهم ما فقدوه عبر مشاريع صيفية ترفيهية في قرية الحياة، حيث نفذت هذه حياتي العديد من المشاريع والخطط ووفرت حلولاً بديلة، وكان من بينها إنشاء نادي الحياة الصيفي، الذي يشمل على أنشطة رياضية وألعاب حرَفيّة وحلقات قرآنية ورحلات ترفيهية، ومسبحٍ يستوعب أكثر من 400 طفل.

أهمية التعليم أثناء الصراع:
كثيراً ما يستحوذ الغذاء والصحة والمأوى والمياه النظيفة على كامل الاهتمام ويأتي في الدرجة الأولى في سلّم أولويات العمل الإنساني،بينما تقلّ المؤسسات التي تولي التعليم أهمية كبيرة، وبذلك يكبر الأطفال دون المعارف الأساسية اللازمة لخلق مجتمع ينعم بالسلام والاستقرار الاقتصادي والسياسي.
كما أعلنت هذه حياتي في وقت سابق، عن بدء التسجيل ضمن المنحة الجامعية “صندوق علمني ٢٠٢٢”، لتقديم الدعم وتسديد الأقساط الجامعية لعشرات الطلاب الجامعيين في الشمال السوري.

ساهم معنا في زرع الأمل لدى الأطفال والشبّان السوريين وشاركهم حلم العودة إلى الدراسة، بمساهمتك تكون أنقذتهم وأعطيتهم القدرة على بناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعاتهم.

نستقبل تبرعاتكم المباشرة عبر طرق التبرع المرفقة أدناه.
يسرنا تواصلكم للإجابة عن استفساراتكم

حقيبة تحمل بهجةً ومستقبل..

  لا تخفى الصعوبات المعيشية التي يعاني منها النازحون واللاجئون السوريون حول العالم، من مشاكل تأمين المأوى والغذاء والتي تعتبر همّاً كبيراً يستحوذ على تفكير

قراءة »

X

تسجيل الدخول

تسجيل الدخول عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك

X

إنشاء حساب جديد

إنشاء حساب عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك