سنين طوال مرت على أهلنا في مخيمات النزوح في الشمال السوري ، سنين لم تكن يوماً تقاس بالأيام بل بمعاناة لا تعرف الحروف سبيلاً لوصفها. آلاف العائلات قد تهجرت قسراً عن منازلها الكريمة لتسكن خياماً قماشية بالية لم تقيهم من حر الصيف ولا من زمهرير الشتاء. وفي ظل هذه المعاناة الكارثية اتجهت كافة جهود مجموعة هذه حياتي التطوعية إلى استكمال بناء الشقق السكنية المهيأة بالخدمات الأساسية وسبل العيش ولم تكن هذه الجهود لتعطي ثمارها لولا الموقف الإنساني العظيم للمتبرعين بشكل عام ولجمعية التآخي الفلسطينية بشكل خاص.
فقد صرحت لنا الآنسة لينا شقير المديرة التنفيذية لهذه حياتي بمكتب الأردن والتي كانت على تواصل مباشر مع الجمعية بأنهم تكفلوا باستكمال الخمسين شقة المتبقية لينهوا كابوس الخيام لخمسين عائلة بتقديمهم ما يقارب 110000$ وتجهيز الشقق بأفضل ما يمكن من (كهرباء، تمديدات مياه وصرف صحي، شبكة انترنت) وتقديم كل ما يمكن لحياة كريمة لهم في موقف إنساني منهم سيحفر في قلوب الكثير .
وتكمل الآنسة شقير تصريحها: “سيبلغ عدد الشقق المكتملة في قرية الحياة1 ( 200 )شقة مجهزة حيث سننهي خلال ما يقارب شهرين الشقق التي تبرعت بها جمعية تآخي بالإضافة إلى التخطيطات التي قامت بها المجموعة والجهود المبذولة منذ وضع اللبنة الأولى في القرية لتوفير المرافق الخدمية التي تساعد وتسهل حياة ساكني القرية فقد تم تجهيز خزان كبير للمياه الصحية الصالحة للشرب ،وتزويد القرية بشبكة صرف صحي بجودة عالية تمنع انتشار الأمراض كما تم تجهيز الشوارع بأفضل المعايير الهندسية تفادياً لتجمع مياه الأمطار لمراعاة وضع الأطفال والمسنين وإنارة الشوارع بشكل كامل
فضلاً عن وجود المدرسة والمسجد المجهزين بأفضل ما يمكن”.
وقد عرف عن جمعية تآخي بأنها تعمل على رفع مستوى الثقافة في كفرمندا الفلسطينية وكفالة الطلاب من العوائل المستورة وهو هدفها السامي منذ أن تأسست بعام 2003 كما أنها تعمل على إغاثة الأهالي في سوريا وغزة وقد كان لها دور كبير بإتمام بناء قرية الحياة 1.
ختمت شقير حديثها بإعلان حملة جديدة: “لن يتوقف سعينا هنا لإنهاء كابوس الخيام والاستمرار حتى آخر خيمة لنطلق الآن حملتنا الجديدة لبناء قرية الحياة رقم2 والتي سوف تكون أملاً جديداً ومستقبلاً آمناً لكثير من أهلنا بعد أن فقدوا الأمل بحل جذري يلوح في الأفق البعيد”.
هذه حياتي ملؤها تآخي هي شعلة أمل أمام خمسين عائلة جديدة والأمل بالعمل مستمر لن يتوقف وسيبقى حتى انقاذ آخر عائلة من شبح الخيمة.
ومضات حول الزلزال، ورؤيتنا له
كأهوال القيامة.. برعبٍ شديد تهتز الأرض بساكنيها كاسرةً سكون الليل بشكل مخيف، هلعٌ رهيب أصاب الناس غير مدركين مايحدث، وقسم أدركه الموت دون أن يدرك