حلولٌ بديلة لمواجهة عدوٍ جديد للنازحين
تزداد معاناة النازحين السوريين كل عام، مع تقلّب الأجواء ودخول فصلٍ جديد من المأساة … ومع حرارة الصيف اللاهبة، تنعدم وسائل التبريد والتكييف في الخيام ذات العازل البلاستيكي، والذي لا يحمي من لهيب حرارة الصيف وثلوج الشتاء، مما يزيد من تردي الأوضاع وصعوبة حياة آلاف النازحين في المخيمات العشوائية، خصوصاً مع تجاوز درجات الحرارة في البلاد الـ 45 درجة مئوية.
يحاول النازحون البحث عن بدائل لتخفيف شدة الحرارة في ظل مرارة النزوح والواقع القاسي الذي يعيشونه. حيث وصلت بهم هذه الظروف إلى خيارٍ وحيد لمواجهة الحر الشديد عبر الاستحمام بملابسهم حتى يشعروا ببعض البرودة. وقد تضطر بعض العوائل إلى غسل أطفالها كل نصف ساعة لمساعدتهم على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
ومع ازدياد الكثافة السكانية بسبب استمرار موجات النزوح، أصبحت المخيمات أكثر اكتظاظاً بالنازحين، وسط افتقار المخيمات للخدمات الأساسية والنظافة العامة وقلة المياه الصالحة للشرب، مع صعوبة الاحتفاظ بالطعام ومنعه من الفساد، وسوء أنظمة الصرف الصحي.
أدّت هذه الأوضاع إلى إصابة أعداد كبيرة من سكان المخيمات وتحديداً الأطفال بأمراض ناجمة عن حرارة الصيف كالإسهال والتقيؤ والتهابات المعدة.
ومن أجل توفير فسحة أمل للنازحين ومساعدتهم على التكيف مع الصعوبات والتحديات، التي يعيشونها، بادرت مجموعة هذه حياتي إلى ابتكار عدة حلول بديلة للتخفيف من معاناة العوائل والمساهمة عبر حزمة المشاريع الصيفية للوقوف بجانب سكان المخيمات.
حلول وأنشطة ترفيهية للأطفال (المخيم المائي):
كانت أولى مبادراتنا إنشاء المخيم المائي، الذي ركز على إنشاء مسابح بدائية بطرقٍ بسيطة للتخفيف من حرارة الصيف وللترويح عن الأطفال خلال درجات الحرارة المرتفعة. حيث وفرت فرقنا شاحنات كبيرة من الماء وأوعية بلاستيكية كبيرة، بتكلفة 2$ لكل الطفل وتكلفة النشاط الكلية 200$، لزرع الابتسامة والتخفيف من الحر بأنشطة إبداعية في ساحات المخيمات التي يصلها فريقنا.
قطرة حياة تُنعش الرّوح (مشروع سقيا الحياة):
ولأن الحصول على مياهٍ صالحة للشرب من أكبر الصعوبات التي تواجه النازحين في فصل الصيف. عمل فريقنا على توفير مياهٍ باردة تخفّف من درجات الحرارة المرتفعة التي تسبّبها أشعة الشمس المباشرة على الخيمة. عبر مشروع “معمل سقيا الحياة” القائم على توفير حلٍّ بديل من خلال إنتاج وتوزيع قوالب الثلج على أكثر من 360 عائلة يومياً، حيث تكلف كل عائلة حوالي 0.35$ وبتكلفة تشغيلية لكل يوم حوالي 120$. وبالتالي ستصل المياه النقية الصالحة للشرب والمثلّجة لكل خيمة بفضل تبرعاتكم ومساهماتكم الكريمة في الحر الشديد.
كما ألحق فريقنا بمشروع سقيا الحياة، أفكاراً إبداعية تُكرم المستفيدين وتقدم لهم فواكه الصيف الطازجة (بطيخ بنوعيه – موز – تفاح – ثلج) توضع بعلبة جيدة وتقدّم لكل عائلة لتصل إلى خيامهم طازجة باردة، عبر مساهمتكم بـــ 5$ دولار سنقدم سلة فواكه الصيف للعائلة الواحدة.
أنشطة ممتعة ومفيدة لتنمية مهارات وقدرات الأطفال (نادي الحياة الصيفي):
ومن جانبٍ آخر، عملت هذه حياتي على إعداد خططٍ لفصل الصيف في قرية الحياة، التي ساهمت في إنشائها، وأنشأت نادي الحياة الصيفي، الذي يشمل على أنشطة رياضية وألعاب حرَفيّة وحلقات قرآنية ورحلات ترفيهية، ومسبحٍ يستوعب أكثر من 400 طفل، بمساهمة لكل طفل تصل لحوالي 0.65$ وبتكلفة شهرية بـ 250$.
ساهم معنا في صنع حياة أجمل لهؤلاء النازحين، تأمّل حالهم وسارع لمد يد العون لهم، لنوفر لهم بعضاً من الوسائل التي تخفف عنهم حرّ الصيف في هذا الواقع الصعب، فما تقدمه اليوم لهم يأتيك غداً. كل امرئ في ظلّ صدقته وبها يحصل اّتقاء النار وتطُفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار. وخير الصدقات سقيا الماء، وأيّما مسلمٍ سقى مسلماً من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم. قدِّم قطرة ماء لذلك اليوم؛ ولتسقى شربة لا تَظمأ بعدها أبداً.