في إطار الجهود التي تبذلها مجموعة هذه حياتي لتمكين المرأة السورية في المجتمع المحلي، تستمر المجموعة في دعم وتشغيل عدة مشاريع تساهم في تشغيل المرأة بمشاريع مختلفة تعتمد نظام “المال مقابل العمل” في مناطق الشمال السوري.
وبعد عدة مشاريع تنموية في ذات الإطار بين سوريا والأردن، افتتحت المجموعة مركز مهاراتي للتدريب المهني والتطوير المخصّص للسيدات من الأرامل و زوجات الشهداء أو ممن يطابقن شروط القبول للعمل في المركز، حيث يقدم المركز خدماتٍ عديدة تستفيد من الجهد المبذول من السيدات لإنتاج الملبوسات والحقائب وحياكة الصوف اليدوي، إضافة للوحات الفسيفساء وغيرها من الأشغال اليدوية التي تنتجها السيدات بشكل يومي.
مديرة المشروع ” مجد يازجي ” قالت أن المركز يستهدف النسبة الأكبر من النساء المعيلات لأسرهن، وزوجات الشهداء والأرامل أو أصحاب الحالات الخاصة في مدينة إدلب شمال سوريا، بينما أكّدت يازجي أن المركز يستطيع إنتاج مئتي وخمسين قطعة من الملابس بشكل يومي من خلال السيدات الماهرات بالخياطة والحياكة اليدوية والآلية، بعد اختيارهن وفقاً للخبرة والحاجة وتدريبهن عبر إدارة المركز.
المال مقابل العمل
تقدم إدارة المركز المواد الأولية وآلات الحياكة للسيدات، ضمن مركزٍ مجهّز ببيئة عمل مناسبة للإنتاج الاحترافي، الذي تحصل فيه السيدات على أجرةٍ يومية تقابل عملها في المركز.
بينما يعمل فريق التسويق على بيع الإنتاج اليومي أو الشهري للمركز للشركات والمؤسسات الخاصة والعامة من ( مطاعم، مقاهي ، مدارس، مراكز مهنية، وغيرها من المؤسسات الإنسانية ) بأسعارٍ رمزية تضمن تغطية مصاريف التشغيل وتكلفة الإنتاج للسيدات.
وفي هذا الإطار تضمن مجموعة هذه حياتي دورةً اقتصادية متكاملة بين المنتج والمستهلك بشكلٍ مباشر، ما يحقق دخلاً جيداً للعوائل التي تعيلها السيدات وعملاً يحفظ كرامتهن داخل قاعات المركز، مع تقديم الخدمات الاستهلاكية للسوق المحلي بأسعارٍ منافسة.
دورةُ اقتصادية متكاملة
تركّز مشاريع المال مقابل العمل على توفير فرصة التعليم على مهنة الخياطة لعشرات المتدربات وفق أوقاتٍ متفاوتة، وبالتالي منحهن فرصة العمل في الحياكة اليدوية والآلية للاعتماد على الذات بشكلٍ كامل سواء داخل المركز أو خارجه، حيث يعمل المركز بطاقة استيعابية يومية تصل لـ 15 سيدة قابلة للتوسع بحسب الحاجة.
بينما أكدت يازجي “مديرة المشروع” أنّ المشكلة التي يساعد في حلها هذا المركز، مهمة بالنسبة لآلاف السيدات اللواتي فقدن المعيل وأصبحن مسؤولاتٍ عن نفقة بيوتهن، وأنّ المركز جاهزٌ للتوسع وتدريب المزيد من السيدات للاعتماد على الذات بمهنةٍ تحفظ كرامتهم أينما كانوا، وتبعد المجتمع عن وهم الاعتماد على السلة الإغاثية والعجز عن العمل وإعالة الذات.
أرباح صفر … للمؤسسات الإنسانية
بينما أعلنت المجموعة قبل أيام عن تقديم خدمات المركز بشكلٍ مجاني للمؤسسات الإنسانية، لحياكة الصوف والملابس الشتوية بأنواعها ومقاساتها المختلفة، بطاقة تصل لأكثر من 250 قطعة يومياً بحسب الطلب والشكل المطلوب وبأرباح ( 0% ) ، وذلك للاستمرار في تقديم خدمات المركز وتشغيل مجموع السيدات اللواتي يعتمدن على العمل فيه للعيش الكريم.
ساهم معنا بخلق فرصِ عملٍ جيدة لنساء سوريا، فالحضارة تبنى ببناء الإنسان قبل العمران !