ثلوجٌ بيضاء ومعاناة كارثيّة

شتاءٌ جديد ومعاناة أُخرى في الشمال السوري تضاف إلى تاريخ الإنسانية في ظلّ الظروف القاهرة وعدم توفر الاحتياجات الأساسية من غذاء، وتدفئة.
كوارث ٌ تحلّ في كل عام عند غرق خيام النازحين في الشمال السوري ووقوعها على رؤوس ساكنيها مع انعدام تأمين بنيتها التحتية فضلاً عن الأحوال الجويّة السيئة في الآونة الأخيرة من ثلوجٍ كثيفة وصقيع وجليد.
بالإضافة لانعدام الكثير من مقومات الحياة الأساسية رغم سعي الكثير من المنظمات الإنسانية لتأمين المسكن الآمن لهؤلاء النازحين يقيهم برد الشتاء وحر الصيف إلا أن ضخامة عدد النازحين وقلة الموارد لدى المنظمات تقف عائقاً في طريق تحقيق حلم الكثير من العوائل في المسكن الأمن والدافئ وأحياناً يكون للعوامل الجوية دور في إعاقة وصول المساعدة للمخيمات ومن الجدير بالذكر أن مجموعة هذه حياتي التطوعية عملت على إنشاء قرية الحياة لإيواء مجموعة من العوائل حيث تم إسكان ١٥٠ عائلة من محافظات وقرى مختلفة ومن كافة شرائح المجتمع (أرامل , ذوي احتياجات خاصة, أصحاء, كبار السن. عجزة ..)
في شقق مهيأة للسكن بعدة خدمات مختلفة(انترنت, كهرباء, تدفئة, ماء) بحسب ما ذكره سارية بيطار مدير مجموعة هذه حياتي التطوعية.

 

مقالة اضرار المخيمات

 

ومازالت تسعى هذه حياتي لتأمين عدد أكبر من النازحين بحسب الإمكانيات المتوفرة لدى المجموعة من التبرعات
كما ذكر السيد بيطار أنه في زيارته الأخيرة لمخيمات ريف عفرين” منطقة راجحة” بأن العاصفة الثلجية التي حلّت عليهم أدت إلى قطع الطرق بشكل كامل حيث وصل ارتفاع الثلوج إلى ما يقارب 70سم منعت المنظمات والفرق الإنسانية من الوصول إلى ساكني الخيم، في حين ذكر السيد محمد أحد سكان المخيم:
“”مبارح نحن بالليل الساعة 3 هبطت علينا الخيمة حسيت عليها قبل ما تهبط وسندتها بضهري حتى طالعت الأولاد وزوجتي والتجألو عند الجيران وطلعت أنا من تحت الخيمة زحف ”

وتشير الإحصائيات أن عدد المخيمات المتضررة نتيجة العاصفة الثلجية خلال اليومين الماضيين بلغ ٧٢ مخيماً منتشراً في شمال غرب سوريا بحيث أن عدد الخيم المتضررة وصل الى ٢٩٠خيمة متضررة بشكل كلي و١٩٠٠خيمة متضررة بشكل جزئي وبلغ فيهم عدد العوائل المتضررة ٢٢٥٠ عائلة في أماكن متفرقة .
فقد أوضحت هذه الإحصائيات حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالعوائل بما في ذلك فقدان مستلزماتهم المعيشية الأساسية وتلفها كالملابس، والفراش، ومدخرات التدفئة والمواد الغذائية وغيرها.
في ظل هذه الكوارث نجد أن الأطفال وكبار السن هم الفئة الأكثر تأثراً فهم الأكثر هشاشة بين النازحين لافتين إلى أن إخلاء ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من ذوي الأمراض المزمنة يشكل تحدياً إضافياً ضمن عملية إغاثة الخيام المهدمة في هذا الشتاء وسابقاته.

 

مقالة اضرار المخيمات 2

 

ينتظر النازحون في المخيمات أن تتحسن أوضاعهم في الشتاء المقبل ليعود الشتاء مجدداً وكثير منهم مازال على حاله أو زاد وضعه سوءاً بحسب العوامل الخارجية المؤثرة ففي ظل مناشدات محلية ودولية مازال هؤلاء النازحون ينتظرون شرارة أمل تخفف عنهم ما يعانوه فهل من حل جذري يلوح بالأفق ؟
سؤال يحمل خلف حروفه الكثير من الأدعية والأماني من ضعفاء أنهك برد الشتاء أجسادهم, فهل سيتحقق ما يطمحوا له؟

 

حقيبة تحمل بهجةً ومستقبل..

  لا تخفى الصعوبات المعيشية التي يعاني منها النازحون واللاجئون السوريون حول العالم، من مشاكل تأمين المأوى والغذاء والتي تعتبر همّاً كبيراً يستحوذ على تفكير

قراءة »

X

تسجيل الدخول

تسجيل الدخول عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك

X

إنشاء حساب جديد

إنشاء حساب عبر حسابك في جوجل

أو عبر بياناتك